Tuesday, December 18, 2007

عام على إستشهاد القائد صدام حسين


عام على إستشهاد القائد صدام حسين




عام مر على مشهد أعتقد أننا لن نراه مرة أخرى,مشهد وقوف صدام حسين على حافة الموت وهو مرفوع الرأس متحديا أعداءه.وأقول اننا لن نرى مثل هذا المشهد مرة أخرى لأننا لا نملك شخصا أخر مثل هذا الرجل يستطيع أن أن يواجه الموت بكل هذا الإيمان وكل هذه الشجاعة والثقة في النفس والثقة في الشهادة.أعتقد أننا إذا كنا نتفق مع صدام أو نختلف معه في بعض النقاط او حتى كلها فإننا لا نملك إلا أن نحترم وقفته أمام حبل المشنقة وأمام الموت بكل هذه القوة وكل هذا التحدي


أترككم الأن مع مقال منقول من موقع دورية العراق-والصوت العرب الحر-للدكتور إبراهيم علوش.


بالذكرى الأولى لاستشهاده، حتى ألد أعدائه لا يملكون إلا أن يعترفوا له بالشجاعة. ولم يُعرف عنه الجبن يوماً أو ضعف الهمة. وسيخلد التاريخ ذكره بعدما نذهب جميعاً، وسيتسامر ناطقو الضاد بعد أجيالٍ عديدة أن هامة الرجل على حبل المشنقة بقيت باسقة كروح الأمة. وقد جعل من وقفته بذاك الفجر عيداً جديداً لفجرٍ جديد - وهو الذي طلب أن يعدم بالرصاص، كما يليق بمقاتل - حتى صار أشجع الناس يتمنى الوقوف فوق جلاديه كما وقف البطل صدام حسين، وكأنما الحبل رفعه إلى أعلى فوق البشر. الذين اتهموه في صلابته بأنه أودى العراق للمهالك، لم يدركوا أن العراق مستهدفٌ مع أو بدون صدام حسين، ولكن العراق كان مستهدفاً مع مشروعه القومي أكثر. ببساطة: إعدام صدام حسين، وتصفية أخوانه في القيادة الشرعية للعراق، كان المقدمة الضرورية لتفكيك العراق، ولمشروع الأقاليم الذي ما برح ينادي به مجلس الشيوخ الأمريكي والقيادات الكردية العميلة، ومجلس عبد العزيز الحكيم. فالمعنى السياسي لإعدام الرئيس الشهيد صدام حسين ورفاقه الشجعان في القيادة العراقية هو أن الأمريكان والإيرانيين يريدون تفكيك العراق، من خلال خلق فراغ قيادي في زمن التفكك كان صدام حسين هو الأقدر على ملئه، وغياب صدام يعني أن مهمة إعادة اللحمة للعراق بعد هزيمة أمريكا في العراق باتت أصعب، والبركة بأبناء صدام حسين، الذين انتقلت المهمة الصعبة إليهم الآن.وتسمع البعض يتحدث عن "مصالح مشروعة" لإيران في العراق، والمقصود "حق إيران" بالتدخل بالعراق بذريعة منعه من التحول إلى موطئ قدمٍ ضدها... ولكن ألم تتآمر القيادة الإيرانية، كما أعلنت وأعلن بوش، مع الولايات المتحدة على احتلال العراق؟! ألم تسهم المليشيات المرتبطة بإيران في العراق بخلق حالة التبلور الطائفي والقتل والخطف والتهجير والتمثيل بالجثث وبمحاربة فصائل المقاومة وبإعطاء المشروعية للدولة العميلة التي أسسها الاحتلال في العراق؟! فإذا كانت إيران تتدخل بالعراق، فإنما تفعل ذلك لتعيث فساداً بالإقليم، لا لتحمي نفسها... ولكن إن هناك من شرٍ يحيق بإيران، فإن ذلك يكون قد جاء نتيجة أفعالها. فلولاها لما تمكن الأمريكيون من ناصية العراق. صدام حسين الذي أشرف كنائب رئيس على تأميم نفط العراق عام 1972 كان لا بد من إعدامه، لكي يحكم العراق بعد الانسحاب الأمريكي "قانون نفط العراق"، القانون الذي يعطي الشركات النفطية الكبرى معظم النفط العراقي. فإعدام صدام يمثل انتقاماً رمزياً من التأميم، ويمثل تخلصاً من عقبة سياسية في وجه السيطرة الأجنبية على نفط العراق. وما كان صدام لأن يعدم لو قبل المساومة على نفط العراق أو حتى على ما هو أقل منه، ولكنه ليس من صنف الرجال الذين يفرطون بحقوق الأمة للاحتفاظ بحكم أو كرسي. ولكن بعض الجهات المتعاونة مع المشروع الأمريكي-الصهيوني في الإقليم، مشروع "الشرق أوسطية"، حاولت توظيف الاستفزاز الطائفي المتمثل بإعدام صدام صبيحة العيد لتبرير تحالفها مع أعداء الأمة، ولخلق رأي عام شعبي عربي معادٍ للمقاومة في لبنان وفلسطين. فساد اللبس في الشارع العربي في الموقف من حزب الله والجهاد الإسلامي بالأخص، وبدرجة أقل من حماس. وهنا لا بد من التأكيد على ما يلي: 1) أن استشهاد الرئيس صدام حسين لا يجوز أن يدفعنا باتجاهات طائفية، وإلى السقوط فيما يريده لنا الأعداء من تناحر وتذابح طائفي، وهذا نقيض توجهه القومي العروبي الذي تمسك بوحدة الأمة في أحلك الظروف،2) أن استشهاد الرئيس لا يجوز أن يدفعنا باتجاه الخيار الأمريكي في لبنان (السنيورة)، أو الخيار الصهيوني في فلسطين (محمود عباس)، بذريعة مقاومة الاستطالة الإيرانية في الإقليم، فخيارنا الوحيد هو التأكيد على عروبة لبنان وفلسطين كما العراق،3) أن إيران في العراق قوة معادية لا تقل خطورةً عن الولايات المتحدة وبريطانيا، وأن لها بالتأكيد مشروع هيمنة في الإقليم، ومن حقنا كشعب عربي أن نرفض ذلك وأن نقاومه بالسلاح عند الضرورة، ولكن العدو الرئيسي يبقى الطرف الأمريكي-الصهيوني، ومن يغيب عنه هذا التمييز ينجرف حتماً إلى التحالف مع الأنظمة العربية والأمريكان،4) أن من حقنا أن نطالب قوى المقاومة في لبنان وفلسطين بموقف واضح في العراق، ومن استشهاد صدام حسين، وأن نصر على ذلك، ولكن لا يجوز أن يدفعنا هذا إلى تخوينها، فذلك يصب في غير مصلحة الأمة،5) أن الحل في النهاية ليس الارتهان إلى هذا الطرف أو ذاك، بل في بلورة مشروع شعبي عربي خالص، يمثل مصلحة الأمة. وبالنسبة للعلاقة مع دول الجوار بشكل عام، لا بد من التأكيد على ما يلي:1) صراعنا مع اليهود في فلسطين صراع وجود،2) أما صراعنا مع الفرس فليس صراع وجود بل صراع حدود،3) الفرس حالياً خارج حدودهم يعيثون فساداً في العراق ويطمعون بباقي الإقليم،4) بهذا السلوك أجبرونا أن نعاديهم وكنا نتمنى لو كان بيننا علاقة حسن جوار، 5) ولكنهم للأسف تعاونوا مع الطرف الأمريكي-الصهيوني في العراق وأفغانستان، 6) والطرف الأمريكي-الصهيوني يبقى العدو الوجودي الذي لا علاقة معه إلا علاقة الصراع، 7) بينما علاقتنا مع الفرس والدول المجاورة الطامعة بنا مثل تركيا واسبانيا وأثيوبيا علاقة معقدة ليست علاقة وحدة دوماً ولا علاقة صراع دوماً، 8) أما العلاقة بين الفرس والطرف الأمريكي-الصهيوني فهي علاقة معقدة أيضاً، يحكمها متغيران: الأول هو تقاطع وتضارب المصالح بين الطرفين، والثاني هو درجة قوتنا أو ضعفنا، 9) لو كنا أقوياء لما طمع الطامعون بنا، وهذا يطرح فوراً أهمية وجود برنامج قومي عربي، 10) ولكن ضعفنا لا يشكل مبرراً لإيران أو لتركيا أو لأثيوبيا أو لإسبانيا أن تستغل هذا الضعف، وكل تجاوز على حقوق الأمة من قبل هذه الدول المجاورة يجب أن يعامل كعمل عدواني، وكل احتلال أو هيمنة من قبلها يجب أن توضع في حساب الفاتورة التاريخية بيننا وبين أي طرف من هذه الأطراف.

No comments: