Friday, December 28, 2007

هي فوضى






هي فوضى


مزيج من الرموز لتجسيد الواقع المصري












شاهدت فيلم هي فوضى؟!إذا كانت الإجابة لا ,أنصحك ان تشاهده.الفيلم من الأفلام القليلة اللي جسدت الواقع المصري بشكل واضح وصريح وكل مشهد فيه يعكس جزءمن هذا الواقع لتجد في النهاية صورة متكاملة للحالة التي وصلنا لها مع الأسف




:قصة الفيلم



كعادة افلام يوسف شاهين فإن الفيلم يصعب أن ترويه على هيئة قصة حيث أن كل مشهد تشعر بانه حكاية لوحده ولكن الفيلم يسهل على اي وابسط شخص فهمه .






يبدأ الفيلم بتنويه بأن شخصية الفليم الرئيسية(شخصية امين الشرطة) لا تمثل رجال الشرطة بشكل عام ولا تعكس إلا الشخصية المتضمنة في الفيلم ولكن ومنذ أول مشهد في الفيلم تم نسف هذا التنوية وإبطال مفعوله حيث ان الفيلم يفتتح بمشهد لمظاهرة حقيقية يتم فيها ضرب المتظاهرين من رجال الشرطة بشكل وحشي بعد لك تنتقل الكاميرا إلى حي شعبي والذي تقطن فيه نور(منة شلبي) وام منة شلبي(هالة فاخر)وهو نفسه الحي الذي يملك فيه امين الشرطة حاتم(خالد صالح) نفوذ واسعة حيث يهرب بعض شباب المظاهرة ليختبئوا في هذا الحي ويتم القبض عليهم من قبل حاتم ويذهب بهم إلى سجن القسم ويبدأ في إرساء قاعدة هامة تظل معنا طوال الفيلم وهي القاعدة التي تظهر في كلام حاتم عندما يقول(اوعوا تفتكروا ان البلد مافيهاش حكومة ,البلد فيها حكومة والحكومة ديه هي انا) وفعلا سنجد انه يتصرف وكانه مالك لهذا الحي الفقير





بعد ذلك يتم تركيز الفيلم على نور التي تعاني كثيرا من مضايقات حاتم لها والتي تعمل كمدرسة إنجليزي في مدرسة تديرها (هالة صدقي) والعلاقة بين نور ومديرتها لم تكن علاقة عمل فقط ولكن العلاقة كانت أعمق من ذلك بكثير حيث تعترف نور لمديرتها بأنها تحب إبنها(يوسف الشريف) وتحاول كثيرا (هالة صدقي) أن تلفت نظر إبها لنور(منة شلبي)لكنه يرفض بشدة ويؤكد انه يحب خطيبته وسيتزوجها مهما حدث وخطيبته هذه فتاة لا يمكن ان نوصفها إلا بانها فتاة فاسدة وهذا ما يجعل الأم(هالة صدقي) غير راضية عن خطبته لهذه الفتاة ةالتي في الحقيقة أكثر من مجرد حطيبة بل انه متورط معها في علاقة غير شرعية إلى ان تتخلص هذه الفتاة من الجنين لمجرد انها تريد الحفاظ على رشاقتها فينهي وكيل النيابة,يوسف الشريف, علاقته بها ويبدأ في التقرب من منة شلبي والتي يلاحظ للمرة الأولى كم هي جميلةوتتم خطبتهم وفي يوم الإحتفال بعيد شم النسيم وفي وضح النهار يخطف حاتم نور بمساعدة أحد المجرمين وبعد ذلك يقوم بإغتصابها وترجع نور إلى منزل امها في حالة يرثى لها فيظهر شعرها اشعث وملابسها ممزقة يغطيها الدم في إشارة واضحة لبشاعة الإغتصاب الي تعرضت له .



يبدا بعد ذلك نور وخطيبها في البحث عن المجرم الذي ساعد خالد صالح على خطفها بعد ان فشلوا في إثبات التهمة على خالد صالح والي قدم ورق بمساعدة ظابط االقسم يثبت بأنه كان في مامورية ساعة الحادث ولكن للأسف فشلت نور وخطيبها في الوصول إلى هذا المجرم والذي كان موجودا في أحد السجون السرية الموجودة في القسم لإخفا ءبعض المعتقلين خاصة السياسين الحاصلين على الرغم من حصولهم على إفراج من النيابة وبعد ان فقدوا الأمل في ان يثبتوا تورط حاتم في حادثة الإغتصاب وإيجاد هذا المجرم الذي ساعده عملت ام نور على فضح حاتم بين اهالي المنطقة الإستنجاد بهم لإسترداد حقها وحق بنتها وبالفعل تجمع اهالي الحي وحاولوا إقتحام السجن وتحطيمه واخذ خطيب نور يبحث داخل السجن بنفسه عن هذا المجرم الذي ساعد حاتم وبالفعل وجده بمساعدة ساعي عجوز يعمل في هذا القسم في السجن السري للقسم وبدأت الدائرة تضيق حول حاتم حتى حاول الجمع المحتشد عند القسم أن يفتك به ولكنه أسرع بإشهار سلاحه في وجههم واطلق رصاصة على خطيب نور أصابته لكنها لم تقتله ثم أطلق رصاصة أخرى على نفسه فمات


الرموز التي يحتويها الفيلم






أعتقد ان الفيلم كله بكل شخصياته عبارة عن رموز لتجسيد رؤية المخرج ربما يتفق معي البعض وربما يختلف البعض الأخر لكني أراه كذلك,فأنا أرى ان نور كانت تجسد مصر بجمالها ونقائها وأيضا بما أصابها من فقر وتدهور حتى في نظام تعليمها(على الرغم من انها مدرسة لغة إنجليزية لا تستطيع ان تقول كلمة إنجليزية واحدة) وكذلك تعرضها للإغتصاب على يد حاتم والذي ارى انه يمثل النظام الحاكم و بكل ما يمثله من بشاعه وفرض ما يشبه الإتاوات على كل من يتعامل معه ولا يفرق في ذلك بين مسلمين او مسيحين حيث انه يطلب من قس ان يصنع له حجاب محبة يجعل نور تحبه ولكن القس يرفض فيهدده بانه لن يمسح لهم بان يقيموا إحتفالات في الكنيسة بموجب قانون الطوارئ كذلك يحاول حاتم ان يخفي قبحه بمساعدة إحدى العاهرات ولكن سرعان ما تسقط عنه الباروكة التي يستخدمها في مشهد ساخر ومضحك للغاية.وكيل النيابة أو يوسف الشريف كان يمثل الشعب المصري الذي هو غافل تماما عن مدى جمال نور ورقتها ومشغول عنها بفتاة اخرى فاسدة والتي اعتقد انها هي الاخرى تمثل حياة اللهو التي يغرق فيها كثير من الناس ولا يكتشف قبحها إلى بعد ان يلدغ منها أما هالة صدقي فكانت هي الأصالة والمبادئ التي تحاول ان تذكر إبنها بإستمرار ان والده كان شبه تماما في الشكل ولكن إهتماماته كانت اكثر جدية




:ومضات






صورة عبد الناصركانت حاضرة في الفيلم وكذلك إسم حمدين صباحي الي كان حاضر هو الاخر منذ بداية الفيلم وحتى نهايته



مشهد حديث نور وأمها مع مرشح الإخوان لم يكن له داعي ,مع إتفاقي مع محتوى المشهد والي يوضح انهم يستغلون الدين وكانهم يملكون صك لدخول الجنة وصك للخروج منها إلا انني اعتقد اننا في حاجة إلى عدم الفرقة بين طوائف المعارضة المصرية خاصة في هذا الوقت


هالة فاخر كانت رائعة وكذلك هالة صدقي التي أبكتني في مشهد حديثها مع إبنها عن والده والي قابلته في إحدى المظاهرات ضد السادات وكيف كان هذا الأب الوطني يختلف تماما عن إبنها المتورط في علاقة غير شرعية مع خطيبته




منة شلبي ممثلة غير عادية تقنعك بكل ماتقوم بتمثيله بل تجسيده على الشاشة أبكتني هي الاخرى بمجرد نظرة نظرتها إلى أمها وخطيبها وامه بعد مشهد إغتصابه


يوسف الشريف مثل أحسن ادواره في هذا الفيلم اتمنى لك المزيد من النجاح


خالد صالح لا اجد ما اصفه به لكني استطيع ان اقول انه عبقري لن يستطيع احد إيقافه بعد هذا الدور


مشهد النهاية كان من الممكن أن تكون نهاية حاتم على يد المواطنين لكني اعتقد انه يوضح ان السلاح الذي يستخدمه النظام سيلتف يوما لينهي عليه




أكثر المشاهد جرئة هو المشهد الذي يدور فيه حوار بين هالة صدقي وممثل الحزب الوطني والحوار كان كالاتي



مثل الحزب الوطني:مين اللي يقدر يشيل يفط الحزب الوطني


هالة صدقي:انا اللي هشيلهم


ممثل الحزب : وانا هحطهم بكرة تاني


هالة صدقي:وانا هشيلهم بكرة تاني ولو حطيتهم بكرة هشيلهم بعد بكرة


ممثل الحزب:بلاش نزعل منك إحنا بنسمع عنك من زمان


هالة صدقي:و انا كمان بسمع عنكم من زمان اوي من 24 سنة وان كاتمين على نفسنا


فتيات صغيرات كانوا يبكن في الفيلم والجمهور كان يصفق بشدة مع مشهد النهاية.
يارب نشوف مشهد نهاية حقيقي قريب للفساد اللي إحنا فيه











No comments: